Skip to main content

Featured

Israel's Continued Bombing of Southern Lebanon: A Strategic Dilemma for Hezbollah

Israel's persistent airstrikes on southern Lebanon, including today's intense bombing of areas like Ali al-Taher, the Kfartabneet Heights, Nabatieh al-Fouqa, and Jabal Shaqif, despite months of ceasefire, reveal one of the most perplexing moments in Hezbollah's trajectory since its founding. The silence enveloping the party is not just a tactical choice, but a strategic enigma that warrants analysis on two levels: Is the party betting that the "quiet" will be met with Israeli restraint? Or is this the true result of a dismantling of deterrent capabilities, turning the party into little more than a punching bag in an open arena? First: The "Misjudgment" Ambush The first scenario assumes that Hezbollah consciously chose calm, thinking that absorbing blows would curb Israel's appetite. The belief was that the more they withdrew, the more Israel would quiet down. However, this wager on the "rationality" of the adversary appears to be losing....

خلف خطوط النظام.... هل تعود داعش من بوابة الضعف الأستراتيجي للنظام السوري.



"اذا ما رفع الإرهابيون رؤوسهم من جديد, فسوف نسحقهم بقوة لم يروا لها مثيل من قبل" فلاديمر بوتين في خطاب النصر على داعش في سوريا, في 12 ديسمبر, 2017
لم يرفع المتمردين رؤوسهم وحسب, بل انهم استطاعوا في خلال اقل من سنتين من اختراق خطوط النظام السوري و  تتفيذ سلسلة هجمات تمتد جغرافيا من حمص الى  السويداء  ودير الزور   بل حتى هجمات في معاقل النظام نفسه وخلف خطوطه  مثل جبال اللاذقية المعقل التاريخي للنظام وتمركزات في صحراء البادية حتى محاولات خاطفة لأعادة احتلال بلدات صغيرة مثل بلدة كباجب في ريف دير الزور الجنوبي. 
نشطت داعش ايضا في المناطق الخاضعة لقسد (قوات سورية الديمقرطية) ونفذت هجمات بهدف الحفاظ على سطوتها  الأيدلوجية  بين المدنين انفسهم. كما ان تفاقم ازمة وباء كورونا جعل الأمور اكثر سوأ في الأقليم حيث تقل الإستعدادت وتظهر بوادر ازمة انسانية  مما قد يؤدي وفقا لبعض التقارير ان يتم استغلال الأزمة من قبل داعش لتجنيد مزيد من  العناصر في  الشمال الشرقي لسوريا.
 في شمال غرب سوريا توجد ازمة انسانية حادة حيث ان معسكرات اللاجئين مكتظة بمليون نازح على الحدود التركية فارين من قصف النظام وحلفائه مما يعرضهم لخطر الموت اما بالوباء او العودة ومواجهة تجدد المعارك بين النظام والمعارضة. تظهر الأزمة الأنسانية كبيئة خصبة لتجنيد عناصر متمردة.  
ادت الهجمات الأخيرة الى مقتل المئات من القوات التابعة للنظام او حتى الأجانب ففي 24 مارس تم تسجيل مقتل 410 من قوات النظام وبعض الأجانب بينهم عسكريين روس وكذلك تم تسجيل مقتل 75 من الميليشيات المدعومة من ايران والتي تقاتل في صفوف النظام.   
ربما اسهم بعض الفراغ الأمني الناتج عن اهتمام دول العالم بمكافحة جائحة الفيروس التاجي كوفيد 19 في ان تستعيد داعش بعض من زخمها في شمال شرق سوريا خاصة مع تفاقم الأزمات وعدم وجود افق للحل, لكن تبدو الأزمة الأكبر من الجائحة, وربما تكمن الأزمة  ان لا احد يتعلم في النظام السوري.  
فما هي الأسباب الهيكلية التي تؤدي الى اعادة الفشل الإستراتيجي في سوريا وعودة  زخم التمرد  المسلح؟  يمكن ان نلخص هذه الأسباب فيما يلي:

1-     الطائفة لم تزل تحكم

معادلة الدولة لخدمة الطائفة لم تزل هي المعادلة المسيطرة على النظام السوري.  حيث يمكن الرصد بوضوح  زيادة مظاهر التشيع بين القوات الموالية للنظام خاصة المدعومة ايرانيا وحلفائهم من حزب الله اللبناني . فظهرت ميليشيا لها طابع طائفي في الخطوط الأمامية المقاتلة تحمل اسماء لها دلالات شيعية مثل لواء ابوالفضل العباس, لواء ذوالفقار, لواء كفيل زينب, كتائب سيد الشهداء, لواء الإمام الحسين, وكتائب زينبيون. مما يوحي بمواجهة سنية شيعية.  بالإضافة لذلك, عزز نظام الأسد من طائفية جيشه فقد احكم الأسد سيطرة العلويين على الجيش بحيث يسيطراكثر من 90% من الضباط العلويين  على المناصب القيادية في الجيش السوري مما يجعله جيشا للطائفة وتستفاد من مزاياه الطائفة اكثر منه جيش للأمة. 
تبدو الأمور للطائفة السنية انه اذلال طائفي يستهدفهم لا لخلاف سياسي يمكن التفاوض لأجله بل خلافات طائفية لا يمكن تجاوزها .. مما يجعل فكرة اعادة احياء الغضب والأٍستقطاب السلفي-الشيعي مرشحة للتزايد كاخر وسيلة للمقاومة للدفاع عن المقدسات وفقا لمفاهيم الطرفين.

2-     الإنتقام اولا

لا يتصرف النظام السوري بعقلانية كافية لتطمين خصومه و لم يقدم اي تنازلات في طريقة الحكم حتى من وجهة النظر البرجماتية لإقناع عدد اكبر من المعارضين ان هناك مساحات للتراجع وحفظ ماء الوجه. 
بل الأسوأ ان النظام اطلق العنان لمشاعر الإنتقام والتهديد حتى من الموتى في مشاهد تثير الخوف والعضب معا وتسهل تكتيل المزيد من الغاضبين. حاول النظام السوري ان يمنح عدد من التطمينات لمتمردين سابقين حيث اعلن عفو على من يلقي السلاح وينضم الى صفوف النظام. ورغم ذكاء هذه الأستراتيجية التي ربما نفذها النظام بضغط من حلفاؤه الروس (لأنها استراتيجية شبيهة بما فعلته روسيا في الشيشان من تجنيد مقاتلين من صفوف المعارضة نفسها) الا ان النظام لم يتصرف بذكاء مع الخطة الذكية.
 ففي شهادته في مقابلة نشرت في دراسة ل لجورج واترز على موقع Middle East Institute  يقول احد المجندين في صفوف الجيش السوري في تفسيره  لماذا تزيد معدلات الاستهداف بين صفوف المجندين  التائبين او العائدين وهم الذين التحقوا بالجيش السوري بعد ان كانوا يقاتلوا في صفوف المعارضة يقول: " هؤلاء الرجال يتم ارسالهم الى الصحراء للتمشيط بدعم قليل جدا, ونادرا ما يعودوا, فأن عادوا يتم ارسالهم مرة اخرى" وهنا تبدو رغبة النظام في الإنتقام  من كل من رفع السلاح او عارضه اكبر كثيرا من رغبته في اعادة بناء نسيج المجتمع السوري.

3-     غياب المشروع

يعاني النظام السوري في بنيته من ان الدولة في اساسها هي دولة زبائنية تقوم لخدمة قطاع ضيق من المتحكمين في القرار السياسي والإقتصادي. تعجز تلك الدول في الغالب -ان لم تكن دولة ريعية- على خلق مشروع تنموي كبير يحقق مصالح قطاعات عريضة من الناس.
 لم يخلق النظام السوري شبكة زبائن جديدة لمشاريعه, ولم يوسع كعكة المكاسب على قطاعات اكبر  فالحرب السورية خلقت اثرياء استفادوا منها وفقا لموقعهم من النظام مثل رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد نفسه الذي عزز مكاسبه بعد ان كان يعنقد انه يملك اكثر من  نصف الإقتصاد السوري قبل الحرب وفقا لتقرير الفاينانتشال تايمز.  
تظهر سوريا كثاني اكثر بلدان العالم فسادا وفقا لتقرير الشفافية الدولية لسنة 2018 و تميل شبكة المصالح الإقتصادية فيها الى تركيز الثروة في يد مجموعة قليلة حتى لا يشكل توزيع اكثر عدالة للثروة تهديد لمصالح النظام القائم في اساسه على معادلة تركيز القوة في شكلها الإقتصادي والسياسي معا واضعاف اي مراكز اخرى للنفوذ قد تشكل تهديد تنافسي له.
بغياب الخلل الهيكلي للزبائنية السورية, يعاني النظام السوري من عقوبات اقتصادية دولية تجعل قدرته على المناورة او استقدام اموال اجنبية لإعادة الإعمار محدودة. فعلى عكس النظام المصري الذي لديه علاقات جيدة بدول الخليج واوروبا وامريكا, يظهر النظام السوري كحليف لدول اقل قدرة على الضخ السريع للأموال لخلق مشاريع تنموية مثل روسيا وايران.  يضاف هذا الى ظروف الحرب التي دمرت البنية التحتية ودمرت قدرة النظام على تقديم نفسه للعالم على انه شريك اقتصادي يعتمد عليه.

4-     الضعف الهيكلي للجيش السوري

يظهر الجيش السوري كمؤسسة مترهلة تهدف الى تعزيز مكاسب قادته بأكثر مما تهدف الى تطوير قدراته القتالية. يعاني الجيش السوري من ازمة سيطرة وقيادة  وضعف في التدريب, والسيطرة الطائفية عليه . فوفقا لتقرير نشره مركز كارنيجي عن كفاءة القوات المسلحة السورية,  فأن ضباط روس قد تم تعينهم مستشارين في كل مستويات الجيش السوري. ووفقا للتقرير نفسه فأن هناك مشاكل قد لاحظها الروس في التدريب والفاعلية والدوافع القتالية للقوات. 
وتظهر ازمة دوافع القتال لأن قطاع كبير من المجندين غير راغبين في القتال وتم اجبارهم عليه وهي الأزمة التي تم حلها بأستئجار مقاتلين لقاء مقابل مالي مثل الفيلق الخامس الذي تشكل بالكامل من متطوعين  ومتقاعدين ومتمردين سابقين جميعهم  يحصلوا على راتب بين 200 ل 300 دولار.

كل هذه الأسباب وغيرها تؤكد ان قدرة النظام السوري على احراز نصر نهائي لم يزل بعيد. حيث يعيد النظام اعادة اسباب التمرد والغضب ويساعد في تجنيد مزيد من الغاضبين المستعدين للقيام بأي فعل مقاومة يائس حتى لو كان الإنضمام لداعش.
  فلم يزل النظام لا يستطيع الوقوف على قدميه مستخدما قدراته الذاتية في اي مواجهة حيث تظهر انتصاراته على انها انتصارات مبتسرة لا تقوى على الحياة بدون اجهزة الأفاقة والإنعاش الروسية والإيرانية. كما تبدو الحرب في سوريا بلا نهاية  قريبة ويبدو فيها النظام السوري كأحمق يطلق النيران على قدمه بعدما ساعده حلفائه لكي لا يموت برصاص خصومه.
  كما تؤكد شواهد الأزمة الحكمة التقليدية:  لا انتصار في حرب مالم تزيل اسباب اشتعالها الأولى ويبدو ان النظام السوري غير راغب في ازاله اسباب اشتعال الحرب. 


Comments